الأمين العام للأمم المتحدة يتفقد دمارا «يدمي القلب» في غزة
</A> |
غزة/14أكتوبر/رويترز:
زار الأمين العام للامم المتحدة بان جي مون قطاع غزة يوم أمس الثلاثاء حيث عبر عن الصدمة والغضب إزاء مشاهد دمار قال انه “يدمي القلب” وتعهد بمساعدة الفلسطينيين في أعقاب هجمات إسرائيلية قتلت 1300 شخص وشردت الآلاف.
وسحبت إسرائيل معظم قواتها قبل تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما فيما يبدو أنه حرص من القادة الإسرائيليين على عدم تعكير صفو بداية عهد جديد في تحالف رئيسي. وكان سلف أوباما الرئيس السابق جورج بوش أيد الهجوم الذي استمر ثلاثة أسابيع باعتباره ردا مشروعا على إطلاق الصواريخ من جانب الإسلاميين الذين يحكمون غزة.
ومنذ وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه يوم الأحد الماضي أظهرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنها لاتزال تسيطر على القطاع الساحلي. وقد نظمت مسيرات “النصر” بحيث تتزامن مع زيارة بان. وحث بعض المتحدثين بان والقوى الغربية على إنهاء مقاطعة الحركة التي فازت بالانتخابات الفلسطينية الأخيرة.
وقال بان “لقد رأيت جزءا بسيطا فحسب من الدمار. هذا يبعث على الصدمة والانزعاج.” وأدان “الاستخدام المفرط” للقوة من جانب إسرائيل وزخات الصواريخ من جانب النشطاء الفلسطينيين.
وأبلغ مؤتمرا صحفيا أقيم في مستودع للأمم المتحدة تعرض لقصف إسرائيلي الخميس الماضي ولاتزال المساعدات الغذائية داخله تحترق “هذه مشاهد تدمي القلب تلك التي رأيتها وإنني لاشعر بحزن عميق لما رأيته اليوم.”
ووصف بان الهجوم بأنه “وحشي” وطالب بإجراء تحقيق ومحاسبة المذنبين.
وانتقد حماس لإطلاقها الصواريخ لكنه قال إن إسرائيل استخدمت “قوة مفرطة”.
وتقول إسرائيل إن حماس تقاتل قرب المدنيين ومواقع تديرها الأمم المتحدة التي تساعد جانبا كبيرا من سكان غزة البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة.
وبان الذي يقوم بجولة في الشرق الأوسط هو أكبر شخصية دولية تزور القطاع منذ طردت حماس قوات حركة فتح الموالية للرئيس الفلسطيني المدعوم من الغرب محمود عباس وفرضت سيطرتها على غزة في يونيو حزيران 2007.
ورغم قول وكالات الإغاثة إنها تعتزم إرسال إمدادات ضخمة إلى أهالي غزة عبر معابر إسرائيلية إلا أن تقديم المساعدة ستشوبه تعقيدات من جراء مقاطعة الغرب لحماس باعتبارها منظمة “إرهابية” وحصار إسرائيلي على كثير من المواد التي يمكن استخدامها لصناعة أسلحة مثل مواد البناء.
ومن ثم حث بان الفلسطينيين على معالجة خلافاتهما السياسية في إطار السلطة الفلسطينية برئاسة عباس لكي يحققوا أمالهم في إقامة دولة والتوصل إلى سلام مع إسرائيل.
وقال بان “أدعو فتح وحماس وكل الفصائل الفلسطينية إلى وحدة الصف في إطار السلطة الفلسطينية ذات الشرعية” وحث على إنهاء الانقسام بين حماس في غزة وعباس في الضفة الغربية والذي أصاب بالشلل محادثات السلام.
ونظم الآلاف من أنصار حماس الذين لوح كثيرون منهم بأعلام الحركة مسيرة في غزة وأخرى خارج مجمع الأمم المتحدة أثناء زيارة بان. وطالب المتحدثون باعتراف من الأمم المتحدة.
وقال أحدهم “حكومة حماس انتخبت في اقتراع شعبي .. نطالب بإنهاء ازدواجية المعايير.”
وتقول الأمم المتحدة وسائر الوسطاء الرئيسيين في الشرق الأوسط إنهم لن يتعاملوا مع حماس قبل أن تعترف بإسرائيل وتنبذ العنف وتقبل اتفاقات السلام المؤقتة.
ووسط الحشد الذي وقف خارج مقر الأمم المتحدة في غزة انتقد المهندس أبو مراد غالب (40 عاما) ما يرى كثير من الفلسطينيين أنه فشل متكرر في فرض قرارات الأمم المتحدة بشأن السلام على اٍسرائيل.
وقال غالب “انه مجرد صورة بلا صوت .. لست هنا لمناصرة حماس لكنني هنا لكي أقول للأمم المتحدة إن إسرائيل هي القوة الوحيدة على وجه الأرض وإننا لن نرضخ لها.”
ويأمل القادة الإسرائيليون في أن يقوض الدمار الذي لحق بغزة شعبية حماس.
وقال مصدر أمني إسرائيلي إن جانبا كبيرا من عملية الانسحاب قد استكمل كما هو مخطط له قبل تنصيب أوباما لكن بعض القوات لاتزال ترابط داخل القطاع. ورأي محللون في الانسحاب محاولة لتجنب أي توتر مع الرئيس الأمريكي الجديد.
وعاد كثير من الفلسطينيين إلى أنقاض ما كانت منازلهم في أحياء مدينة غزة التي تعرضت لقصف شديد أثناء القتال وتفقدوا الأنقاض في محاولة لاسترداد مقتنياتهم.
وقال نبيل سلطان بينما كان يتفقد أنقاض منزله على مشارف مدينة غزة “لقد انتصرنا في الحرب. لكننا خسرنا كل شيء.” وقال وهو يشير إلى كومة من الخرسانة المحطمة والفرش الممزقة “كان هذا منزلي.”
وقال مسؤولو حماس إن طفلين يلعبان بقنبلة لم تنفجر قتلا عندما انفجرت. ووردت تقارير متفرقة ومتضاربة عن حوادث إطلاق نار لكن لا انتهاكاً صريحا لوقف إطلاق النار.
وفي وقت لاحق قام بان الذي التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت قبل التوجه إلى غزة بزيارة إلى جنوب إسرائيل الذي ضربته الصواريخ الفلسطينية خلال حرب غزة. وفي مكتب أولمرت قال بان انه يريد المساعدة في تحقيق وقف إطلاق نار “دائم”.
وتقدر الأمم المتحدة قيمة المساعدات الطارئة المطلوبة بنحو 330 مليون دولار. وبحسب تقديرات فلسطينية ودولية تستلزم إعادة البناء إذا أمكن إطلاقها في ضوء الجمود بين حماس والغرب نحو ملياري دولار.
وتقول إسرائيل إنها تأمل في زيادة عدد الشاحنات التي تنقل الإمدادات لأكثر من ثلاثة أمثاله إلى حوالي 500 شاحنة في اليوم.