بقايا جروح نائية الادارة
عدد المساهمات : 85 تاريخ التسجيل : 14/06/2011 العمر : 35
| موضوع: لعب الكاريكاتير دورا هاما في أشكال الصراع المختلفة، خاصة الصراع(الإسرائيلي_العربي) الأربعاء يونيو 15, 2011 12:42 am | |
| لعب الكاريكاتير دورا هاما في أشكال الصراع المختلفة، خاصة الصراع(الإسرائيلي_العربي) لما له من قدرة على مخاطبة الفئات الاجتماعية على اختلاف مستوياتها الثقافية ؛حتى الأمية منها، وذلك لقدرته على ترجمة أحاسيس ومشاعر هذه الفئات على شكل رسومات مبسطة. لعبت دوراً مميزاً في رصد جرائم الاحتلال الإسرائيلي تحديداً على مدار العقود الأربعة الماضية، من قتل وتشريد وتدمير وتجريف للأراضي وتهويد للقدس وبناء الجدار العنصري الفاصل و.. ،دفع الكثير من فناني الكاريكاتير حياتهم ثمنا لها، هذه الميزات التي يتمتع بها الكاريكاتير غير موجودة في الكثير من الفنون الأخرى . الصحافة المكبلة(1948-1967) بعد أن كان الكاريكاتير ( في الوطن العربي بشكل عام، وفلسطين بشكل خاص ) هامشياً كان عبارة عن وسيلة للتسلية والسخرية بهدف الإضحاك، انتقل إلى معالجة قضايا مجتمعية وكثيراً من الحذر في القضايا السياسية؛ ففي عهد الإدارتين المصرية والأردنية (1948-1967) كانت الصحافة مكبلة بقوانين غريبة عن فلسطين، مما أثر بالسلب على تطور الصحافة الفلسطينية بشكل عام،والكاريكاتير بشكل خاص، فكانت سمات الصحيفة متواضعة في تحريرها وتعتمد في الأغلب على الطابع الإخباري المحلي وقليلاً من الرسومات الكاريكاتيرية من ابداعات فنانين فلسطينيين وعرباً، وأخرى منقولة عن وسائل إعلام أجنبية كانت تعالج بعض من قضايانا أو تقارب إلى ملامستها، فصدرت صحيفة (الانتعاش) لمحمد الشريف و(الجهاد المقدسي ) لداوود الصايغ و( الوطن العربي) لرشاد الشوا و( اللواء) للدكتور صالح مطر و( الرقيب) لعبد الله العلمي و ( شقى وسعيد ) لزاهر العلمي و( نداء العودة) لرامز خاطرة وعوني أبو رمضان و (الصراحة ) لأحمد حلمي سعيد السقا و( العودة ) لسعيد فرج و( غزة ) لخميس وكمال أبو شعبان و( الأنباء العربية ) (والتحرير) لزهير الريس و(الوحدة) للعبثيين الفلسطيني و( السلام ) لكمال البربري و (الصريح ) لهشام السبع وجريدة ( الجهاد ) لمحمود أبو الزلف وسليم الشريف ،وكذلك صحيفة ( فلسطينينا –نداء الحياة ) لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح و( فلسطين ) لغسان كنفاني وكانت لسان حال القوميين العرب و( أخبار فلسطين ) لـ: م.ت.ف و( العاصفة) لحركة فتح و( جبل الزيتون ) للاتحاد العام لطلبة فلسطين في مصر. الكاريكاتير السياسي بعد نكسة 1967 أما بعد الاحتلال الإسرائيلي للضفة والقطاع بقيت الأراضي الفلسطينية المحتلة دون صحف أو مجلات حتى نهاية 1968 ، وهو العام الذي صدرت فيه صحيفة ( القدس ) لمحمود أبو الزلف و( الفجر ) 1970 ليوسف مطري و (الشعب ) لمحمود يعيش و(الطليعة) لبشير البرغوتي و (الثبات) 1980 لمحمود الخطيب و( صوت الجماهير) 1971 لمحمد أبو شعبان و ( الدرب) 1985 لحنا حلاق و ( التقدم ) لجميل العزة و ( الوحدة ) 1982 لفؤاد سعد و(النهار) 1986 لعصام عناني و( الموقف ) وكذلك صدرت كل من ( الجسر – الشروق – الحصاد والبيادر ) عام 1976 و( الكاتب ) لأسعد الأسعد و ( هدى الإسلام ) 1986 للشيخ عكرمة صبري وصوت الجامعة الإسلامية والرواد والبيادر السياسي والحياة الجديدة والأيام والصباح …. وغيرها. ولم تعط هذه الصحف الأهمية الكافية لفن الكاريكاتير، إلا أن بعضها تميز بالأسلوب وطرائف الكتابة الهزلية عن الأخرى، فقد أفردت كل من ( الميثاق ، والقدس، والفجر، والشعب، والطليعة ) مساحة جيدة للكاريكاتير . وهنا أخص بالذكر (الميثاق ) التي كانت تفرد مساحة خاصة لرسم الفنان الفلسطيني الراحل ناجي العلي. في الوقت نفسه صدرت العديد من الصحف خارج الأرض المحتلة، والتي أفردت مساحة كافية للكاريكاتير بجميع أنواعه،خاصة الكاريكاتير السياسي .. فصدرت مجلة (فلسطين الثورة،1971) و(الجماهير، 1970 ) و(الهدف، 1969) و ( الشرارة، 1969) و(الجبهة، 1969 ) و(الطلائع ، 1969 )و ( الثائر العربي، 1969 ) و ( الحقيقة، 1969 ) و(النضال،1967 ) و( المقاتل الثوري، 1969 ) و ( الراية العربية ، 1970).. وغيرها . وهنا أيقنت الصحافة الفلسطينية أهمية الكاريكاتير، وحرصت على إفساح مساحة خاصة بفن الكاريكاتير السياسي، من منطلق أنه أداة أساسية وهامة من جهة، ومن جهة أخرى كونه عنصر ترفيهي، فقد دأب فنانو الكاريكاتير على استحداث رسومهم من الواقع اليومي والمعاناة الدائمة جراء أفعال وجرائم الاحتلال، معبرين عن رأيهم وأفكارهم السياسية والاجتماعية وغيرها، عبر خطوط تمثل نقداً ما لظاهرة سلبية للإسرائيلي قائدا كان أم عسكرياً.(..) . رغم أن مبدعي الكاريكاتير الفلسطيني قلائل،إلا أنهم عكسوا الواقع بكل مجرياته وأخص بالذكر الفنان الشهيد ناجي العلي، والفنان جلال الرفاعي، وبهاء البخاري، و خليل أبو عرفة، وبغدادي، وماهر محمد، وإسماعيل عاشور، و أمية جحا (..) مثل بعضهم استراحة القارئ من عناء قراءة المادة الجافة وطرقوا جميع الأبواب السياسية والثقافية والاجتماعية وغيرها ، فالفنان الشهيد ناجي العلي قدم وحده أكثر من أربعين ألف لوحة. ومع استمرار الصراع العربي الإسرائيلي ، تابع فناني الكاريكاتير الأحداث وتطوراتها لحظة بلحظة .. يتحينون الفرض ويقتنصون الممتع منها ، يتمحصون وجوه العدو ، ويراقبون الحركات الانفعالية ، يبحثون عن نقاط ضعف هنا أو هناك ومواقف يعكسونها من خلال لوحاتهم المعبرة والساخرة الناقدة ، مع مراعاة المزاج الشعبي دوما . كناجي العلي ، وعمار حجاج وبهاد الدين البخاري وأمية حجا و جلال الرفاعي وخليل أبو عرفة وناصر الجعفري … وغيرهم كانوا دوما يقظين مراقبين دائمين ، يتفقدون ويسخرون ويحرضون ، فقد عكسـوا أفعال وحركات وتصرفات العدو الصهيوني وقرأوا أفكاره ، بحيث لم يعطوا فرصة للمماطلـة في إبداء الحيرة أو حتى الخوف من هذا العدو المحكوم بمبدأ وهاجس الأمن . الكاريكاتير السياسي، مهمته ودوره في فضح جرائم الاحتلال مهمة الكاريكاتير هي ذلك الدور الذي خُطط له مسبقاً، والدور الذي رسُم للكاريكاتير السياسي أن يلعبه بحيث ينشر الرسم الكاريكاتيري بهدف الحصول على نتيجة محددة . لسنا هنا بصدد عرض مهام الكاريكاتير ككل والتي تتمثل بالمهمة التعليمية، المهمة الإعلامية، المهمة الترفيهية، التوضيحية، ومهمة التسلية. وكوننا نتحدث عن الكاريكاتير السياسي فسنذكر فقط. المهمة السياسية : بعض الباحثين يحبذ تسميتها بالمهمة الدعائية أو التحريضية أو الأيدلوجية أو العقائدية أو إلى ما هنالك من المصطلحات التي توحدها جميعاً السياسة. إن الكاريكاتير يحمل سلاحاً من أخطر أنواع الأسلحة، ألا وهو سلاح السخرية، نتيجة للقوة التدميرية الكبيرة التي تحتوي عليها السخرية ولذلك فإنه من الطبيعي أن تلجأ السياسة وهي النوع الأكثر جدية في أنواع النشاط الإنساني، إلى هذا السلاح الفعال ؛خاصة وأن السياسة تتميز بأنها نشاط يعتمد على التنافس التناحري، مما يقود بطبيعة الحال إلى البحث عن السلاح التدميري ، المتوفر في الكاريكاتير الذي يعتبر السلاح الأمثل في هذا الصراع فهو وإن كان لا يؤدي إلى إراقة الدماء، إلا أنه قادر على هدم هيبة جيش ما يسمى بـ(الدفاع) وكونه قادر على تحويل قادة العدو الذين يرهبون الكثيرين إلى أضحوكة للجميع، فالكاريكاتير قادر على الفضح والتشويه والإثارة المضادة، وما شابه من السمات التي تؤدي إلى تحطيم الخصم معنوياً وكشف عيوبه بشكل ساخر هزلي، مما يخفض من أسهمه لدى الرأي العام المحلي والمعادي و العالمي إن التركيز على شخص بعينه أثناء الصراعات السياسية، يقضي عليه (كرجل سياسة) وهو أشبه بالقتل، ومن هنا فإن الكاريكاتير السياسي يحتوى على هذا الطابع التدميري، ويتميز من بين أنواع السخرية بأنه الأكثر قدرة على الوصول إلى الجمهور، فهو قادر على الوصول إلى الشخص الأمي والتأثير فيه مثلما هو قادر على الوصول إلى عالم الفيزياء، وهو سهل وسريع القراءة وليس بحاجة إلى جهود إضافية لتفسير محتوياته ،فالقارئ ليس بحاجة إلى الاقتطاع من وقته الكثير للاطلاع على مضمونه إذ أنه يكتفي بنظرة سريعة للاطلاع عليه سواء كان في عمله أو في بيته أو في وسائط النقل. وفي أوقات الحروب اشتدت حدة تعبيرات وخطوط الكاريكاتير تلبية لمهمته السياسية والتي تجسدت في فضح جرائم الاحتلال، وذبح من قتل وتدمير وتشريد، بحيث لم يعتمد فناني الكاريكاتير الفلسطينيين على رسم فنان واحد للوصول إلي النتيجة المرجوة لفضح الاحتلال ،بل على مجموعة من الفنانين، بحيث فاقت قدرة ريشة فنان الكاريكاتير قدرات رجال الساسة الصهاينة العسكريين. فقد مثل الكاريكاتير الفلسطيني نقطة الماء التي فلقت الصخرة إلى نصفين،وذلك لأن نقطة واحدة تتحطم رذاذا على الصخرة، أما إذا لحقت هذه النقطة نقطة أخرى ولحقت النقطة الثانية نقطة ثالثة والثالثة رابعة وهكذا، فإن التتابع والتكثيف يوما بعد يوم سيؤدي إلي خلق حفرة على سطح الصخرة وإن طال الزمن فسوف يؤدي إلي ثقب في الصخرة ،وإن طال الزمن أكثر فسوف يفلقها إلي نصفين ، وبهذا الشكل يكون الماء أقوى من الصخرة وهذا ما يمكن قوله عن الكاريكاتير الفلسطيني الذي فاقت قدرته القادة العسكريين وجنرالات العدو الصهيوني ،مما جعلهم يضعون فناني الكاريكاتير في دائرة الاستهداف ،مما أودى بحياة الفنان الراحل ناجي العلى على يد الموساد في لندن عام 1987. دور الكاريكاتير السياسي في فضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي : إن أكثر أشكـال الصراع العالمي حـدة وشراسة هو الصراع الإيديولوجي ، وإحدى أهم الأدوات ، المتصلة في هذا الصـراع هي وسائل الإعلام الجماهيري كونها محرض ، ومنظم للجماعة . الكاريكاتير السياسي من أهم الفنون التي تستطيع النهوض بهذه المهمة ، نظرا لقدرته على التحريض المباشر ، وسرعة وصوله إلى القراء بعيدا عن التعقيدات المرافقة للفنون الأخرى ، لاعتماده على القراءة السريعة المباشرة ، لتبدأ بعدها عملية التفكير العقلي في مضمون الرسومات السياسية. بعد أن كان الكاريكاتير في الوطن العربي هامشياً ، حيث كان عبارة عن وسيلة للتسلية والسخرية بهدف الإضحاك ، جاء الفنان العربي ناجي العلي ليغير هذا المفهوم بشكل كلي فأصبح وسيلة للتفكير من أجل التغير محولا إياه إلى فن سياسي يرتبط بقضايا سياسية ملحة ، ومشكلا جزءا أساسيا من مكونات الدوريات ، كذلك لم يعد حكراً على فئة المثقفين فقط . إن أهم ما يميز الفنان ناجي العلي غزارة الإنتاج والقدرة الجهنمية على متابعة الأحداث السياسية ، وجرائم الاحتلال الصهيوني، والتقاط المفارقات وترجمتها إلى رسومات كاريكاتيرية بأسلوب بسيط وواضح بعيدا عن التعقيد ، مركزا على الفكرة أكثر من الشكل. صورة الجندي الصهيوني : غالبا ما يتواجد في لوحات فناني الكاريكاتير الفلسطينيين الجندي الصهيوني ، الذي يرمز به الفنانون إلى الدور الإسرائيلي سواء كان في ارتكاب جرائم ضد الشعب الفلسطيني أو في الصراع (العربي – الإسرائيلي) ككل ، ففي تصويرهم للجندي الصهيوني يستعمل الفنانون الخطوط الرفيعة ذات الانكسارات الحادة مبرزين بعض تفاصيل وجهه و بالأخص الأنف ، فهو حاد طويل يدل على حاسة الشم القوية ، فهذا الجندي دائم البحث عن فريسته وعن مصالحه الذاتية والأنانية ، إضافة إلى فقدان وجهه لأي من صفات الهدوء والمرح الإنساني العفوي ، وإنما تلمس فيه صفة الخبث والمكر الناتج عن التشفي بالمصائب التي يلحقها بفريسته ، ودوما مدمجا بالسلاح. إضافة إلى صورة الجندي يستعمل فنانو الكاريكاتير الفلسطينيون النجمة السداسية للدلالة على تواجد إسرائيل في مكان ما ، أو ضلوعها بالمهمات القذرة كالتدمير والتخريب ، وبشكل مرئي أو غير مرئي ، فهي إن لم تكن جاهزة بشكل مباشر فهي دائما في الظل ، وكذلك يرسم الفنانون الزعماء للدلالة على إسرائيل مثل شارون وغولدامائير، بيغن، بيرس ، نتنياهو وأولمرت .. وغيرهم . ناجي العلي وبهاء الدين البخاري .. نموذجا ناجي العلي هو الفنان الذي كسب الرهان ، لأنه راهن على الشعب ، والشعب الذي ما زال في الميدان يبدع ويمضي ويقدم ويتقدم رغم الموت والسجون والجوع والاضطهاد ، ناجي العلي فنان ساهم على قوة الحياة والحق ، وفلسطين بالنسبة له هي الحق والحياة وروح الأمة وسؤالها ، ولذا اختار الصائب الصعب الفاجع ، ناجي العلي فنان تجاوز الحدود ، الموهومة بالخطوط التي ترسم الحدود الحرة ، حدود الحرية بلا ضفاف ، حرية الفنان والناس والوطن. يشير ناجي العلي في إحدى رسوماته إلى بناء الجدار العنصري ، حيث يقوم الجندي الإسرائيلي بعملية البناء فيما يظهر العربي المتكرش على شاشة وسط الجدار وهو يرفع شارة النصر ، مما يظهر الدور العربي الراضي والموافق على ما تقترفه إسرائيل من جريمة بناء الجدار العنصري ، وهنا رسالة واضحة على تنبؤ ناجي العلي لما قد يحدث فيما لو بقيت الأنظمة العربية مكتوفة الأيدي حيال ما تقوم به إسرائيل من هجمة ، صهيونية على مصادرة الأراضي وبناء الجدار . وفي لوحة أخرى يوضح ناجي العلي كيف سيكون حال الفلسطينيين بعد الحكم الذاتي . وهذه أيضا إحدى أهم اللوحات التي تنبأ ناجي العلي بما ستؤدي إليه أوضاع الفلسطينيين في المستقبل ، حيث قسم اللوحة إلى جزأين ، في القسم الأول يقترب الفلسطيني من دخول باب مكتوب عليه الحكم الذاتي ، فيما يفتح الباب في القسم الثاني من اللوحة ليتفاجأ بالمستوطنات التي جسدها الفنان بحائط يغلق الباب مباشرة ، يريد العلي هنا أن يقول حتى الحكم الذاتي لن تنالوه أيها الفلسطينيون ، قفوا وفكروا قبل التوقيع على أي اتفاق أو معاهدة سلام مع الصهاينة الذين لا أمن ولا أمان لهم . وفي لوحة أخرى يوضح العلي كيف يقوم المستوطنون ببناء المستوطنات ويقتلعون الإنسان الفلسطيني من أرضه ، فيما يستمر الفلسطيني في التصدي لجرائم الاحتلال الصهيوني ويقوم بزراعة الشجر حتى وهو يُقتلع من الأرض، كناية عن الصمود الاسطوري الذي يتمتع به الفلسطيني ومدى تشبثه بأرضه . إن ما يدور اليوم من حفريات تحت المسجد الأقصى وقبة الصخرة وهدم جدار المدينة المقدسة، يجسده العلي في لوحة توضح كيف يخرج الصهيوني من قلب قبة الصخرة المشرفة بعد أن تكسرت وهو يرفع العلم الإسرائيلي . في إشارة إلى عمليات تهويد المدينة المقدسة وعن الكفاح المسلح للشعب الفلسطيني، والعمل الفدائي، فقد جسد الشهيد ناجي العلي جندي صهيوني وهو مقتول بفعل المقاومة التي تركت بصماتها على ظهره وهي عبارة عن خطوات لأرجـل فدائي فلسطينـي مر من فـوق جثة الصهيوني المقتول ، فيما يشير جندي للجثة ويشرح لزميله بأن البصمات الفلسطينية واضحة ، فهم من نفذوا عملية التصفية . وحول قضية الأسرى وما يقوم به الصهاينة من اعتقالات للمناضلين الفلسطينيين فقد جسد الفنان ناجي العلي الفلسطيني المناضل وهو ملقى في زنزانة صغيرة ، ويطل عليه الجندي الصهيوني في إشارة إلى الشماتة من المقاومة وأن مصيرها سيكون مثل هذه الزنازين ، فيما يحاول العصفور الذي جسده ناجي العلي ضمن لوحته، يحاول أن ينقر القضبان ليعمل فجوة يستطيع من خلالها المناضل الفلسطيني الخروج من الزنزانة ، في إشارة إلى أن السجن للرجال ولن يبقى فيه المناضلون إلى الأبد ، فالحرية قادمة، وهي بمثابة دعوى للجميع بأن يناضلوا ومهما ضعف الكفاح المسلح فإنه بالتأكيد سيحقق نتيجة فالفرج قادم للأسرى والمعتقلين مهما طال الزمن أو قصر . ورسم في لوحة أخرى كيف يهدي حنظلة وردة لأسير فلسطيني فتكبر شيئا فشيئا لتحطم الحائط ويستطيع المناضل تحطيم السجن والسجان والخروج للحرية. وفي لوحة أخرى وفي معالجة لقضية اللاجئين ، يجسد ناجي العلي الفلسطيني وهو يفتح قميصه ليُرى المشاهد أسماء جميع المخيمات الفلسطينية في الشتات وهي منقوشة على قميصه فيما مكتوب على صدره لا صلح لا مفاوضات لا اعتراف والتوقيع للاجئين 1948 ، وهي بمثابة رسالة للجميع بأن يأخذوا رأي اللاجئين في أي مباحثات مع الصهاينة ، فموقفهم واضح جدا وهو إما كل فلسطين أو لا . وفي لوحة أخرى يجسد نظرة ثاقبة لفلسطينية وهي تلبس قرطا على شكل قنبلة والشمس ساطعة مكتوب عليها " عائدون " . فيما يوضح الفنان العلي في لوحة أخرى أن الانتفاضات ستتوالى ، فقد جسد انتفاضة الضفة الغربية ، حيث تقوم سيدة فلسطينية بضرب الجندي الصهيوني وطرده من المكان ، فيما الأنظمة المستسلمة متواجدة على أرض الواقع ولكنها على شكل بصمات بالأرجل ما يعني موافقة الأنظمة على ما تقترفه إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني من جرائم. واعتداءات على جميع شرائح المجتمع بما فيها الأطفال والنساء . أما الفنان بهاء الدين البخاري فيهتم بالواقع السياسي اليومي للفلسطينيين ، يركز في لوحاته على القضايا السياسية ومعاناة الشعب الفلسطيني من جرائم الاحتلال الصهيوني المتكررة . يقول الفنان البخاري : " إن وجود الاحتلال يصرف النظر عن بقية الأمور في بلادنا إذ كان باستطاعتي أن أدمج بين القضايا السياسية والاجتماعية ، فأريد أن أقدم شيئا عن الطفل الفلسطيني ، فهو على عكس بقية أطفال العالم ، ولا يعيش بحرية ولا يشعر بكرامة ، ولا يتمتع بحقوق الطفل ، إذ أنه من لحظة ولادته رجل" . يعد الفنان البخاري من الفنانين الأوائل في الوطن العربي ، فأعماله لا تقل جودة وفنية عن أعمال فناني الكاريكاتير في الوطن العربي المميزين أمثال : الراحل ناجي العلي وعلى فرزات وصلاح جاهين وحجازي ..وغيرهم ، فهو يمتلك أداة الإقناع والتعبير عن أحاسيسه ويعكس الواقع بكل مهنية ، ويمتلك تجربة فنية طويلة فحين يرسم فإنه يقاتل ويهاجم ويدافع ، فهو فنان منحاز لعدالة قضية شعبه ودوما يعكس جرائم الاحتلال ببعد نظر وبنظرة مستقبلية . فقد جسد لوحة فيها طلاب الابتدائي على مقاعدهم الدراسية وجعل من جدار الفصل العنصري وكأنه السبورة التي يستخدمها المعلم ، وفيما كتب على الجدار (الفصل الأول – الجدار الفاصل) ، ويريد الفنان البخاري هنا أن يوضح أن الجدار الفاصل صادر الأراضي الفلسطينية وقطع أوصال الفلسطينيين وأراضيهم ومدارسهم وممتلكاتهم كذلك ، فنصف الطلبة يجلسون في جهة والآخرون يجلسون على الاتجاه الأخر للجدار ، ما معناه أن الجدار الظالم فصل التلاميذ عن بعضهم إلى شطرين ، وهنا يظهر الفنان البعد الإنساني للأطفال وحقوقهم في الدراسة واللعب والتعليم والتي كفلنها جميع المواثيق الدولية . وفي لوحة أخرى جسد الفنان، صهيونيا يستخدم مركبا بمجذافين في محاولة للوصول إلى أبعد مسافة داخل القرى الفلسطينية ، في حين أن المركب يسير بصعوبة على الأرض الفلسطينية وليس على ماء في إشارة إلى تجريف الأرض الفلسطينية التي اتضحت في اللوحة من جراء سير المركب ، هذا وكتب الفنان على إحدى المجذافين (الاحتلال ) وعلى الأخر (الإرهاب) فيما أوضح في زاوية اللوحة أن هذا (جهد .. ضائع ) . وفي لوحة أخرى بين البخاري أن الفلسطيني لن ينسَ المجازر التي ارتكبت بحقه حيث رسم شمعتان كتب علي إحداهما (صبرا ) وعلى الثانية ( شاتيلا ) في حين أن ضوء الشمعتين يخترق الظلام وينير ويذكر الشعب الفلسطيني بأنه لن ينسَ هذه المجزرة التي ارتكبت بحقهم من قبل المجرم شارون في لبنان عام 1982 . وحول موضوع الكفاحي النضالي فقد صور البخاري دبابة إسرائيلية و قاذفها ينغرس في الطين فيما يخرج صوت ممن هم بداخل الآلية العسكرية يقول : " نحن هنا … هل تسمعنا " في إشارة إلي تورط الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة ومرغ أنفه في الوحل ، وهنا أيضا إشارة للمقاومة الفلسطينية الباسلة التي تنصب الكمائن لجيش الاحتلال الصهيوني وتوقع به الخسائر بشكل دائم. وفي لوحة أخرى جسد الفنان مجزرة بيت حانون ، حيث ينظر الجندي الصهيوني ضاحكا من طائرة الأباتشي إلى ما اقترفه من جرائم ومجازر بحق بلدة بيت حانون ويقول : " بيت حانون " فيما طائرته محملة بالصواريخ التي تدك البلدة الصغيرة الآمنة ، وفي الوقت نفسه كانت عائلة "أبو العبد" وهي الشخصيات التي يكررها البخاري في لوحاته ( أبو العبد وأم العبد وأولادهما ) ينظرون بتجهم إلى ما اقترفته قوات الاحتلال الصهيوني في بيت حانون وما خلفته من تدمير وقتل وتجريف للأراضي وتخريب للطرقات والمباني . ولم يتوان فنان الكاريكاتير الشهير بهاء الدين البخاري عن تجسيد معاناة الأسرى وعما تقترفه قوات الاحتلال الصهيوني بحقهم ، وكيف يعبرون عن فرصتهم حين يعتقلون قادة كبار من الشعب الفلسطيني ، ففي اللوحة يبين الفنان دبابة إسرائيلية يخرج منها الجندي الصهيوني وهو رافعا إشارة النصر بيده اليمنى وفي يسراه يحمل صورة لرئيس المجلس التشريعي د. عزيز دويك ، مكتوب عليها "هدف عزيز تم ضربه" ، فيما يسخر الفنان مما يقترفه جيش الاحتلال بكلمة واحدة في زاوية اللوحة وهي (إنجاز …) في نوع من السخرية والاستهزاء كون رئيس المجلس التشريعي هو فلسطيني منتخب أولا وثانيا فهو مقدسي وثالثا إسرائيل سمحت له وللآخرين بخوض الانتخابات ورابعا فهو غير مطارد ، فهو مناضل فلسطيني وطني يدافع عن حق كفلته كل الشرائع . | |
|