قوى عراقية تتداعى إلى اجتماع لمناقشة مرحلة ما بعد الانسحاب الأميركي
السبت, 10 ديسيمبر 2011
بغداد – حسين علي داود
Related Nodes:
جنود أميركيون إنسحبوا من العراق إلى الكويت ينتظرون الانتقال إلى بلادهم. (ا ف ب).jpg
واصل
الرئيس العراقي جلال طالباني جهوده لعقد اجتماع موسع للقوى السياسية
الرئيسية، فيما دعا رئيس البرلمان أسامة النجيفي وزعيم المجلس الأعلى عمار
الحكيم إلى اجتماع يضم قادة الكتل للبحث في الخلافات المستحكمة بالتزامن مع
الانسحاب الأميركي من البلاد.
ودعا النجيفي الكتل السياسية إلى «ترتيب البيت الداخلي لاستعادة دور
العراق المؤثر في المنطقة العربية، فضلاً عن تقريب وجهات النظر في ما يتعلق
بالكثير من قضايا الدول المجاورة»، وأكد «ضرورة تهدئة الأوضاع والتخفيف من
التصريحات الإعلامية».
وأضاف النجيفي في مؤتمر صحافي عقده مع زعيم المجلس الأعلى عمار الحكيم
أن «هناك ضرورة لترتيب البيت الداخلي العراقي استعداداً لمرحلة مقبلة يكون
فيها العراق دولة مؤثرة في عموم المنطقة العربية، ويلعب دوراً مهماً في
تقريب وجهات النظر في الكثير من قضايا الدول المجاورة».
ولفت إلى أن «هناك رغبة أكيدة في عقد اجتماع للقوى السياسية لنتعاون
جميعاً في تهدئة الأوضاع والتخفيف من التصريحات الإعلامية، بغية الوصول إلى
نتائج مهمة للعراق والمنطقة بعد أن يأخذ العراق دوره المناسب».
وأشار إلى أن «العراق اليوم يمر في مرحلة تاريخية تزامناً مع انسحاب
القوات الأميركية وتسلم المهام الوطنية في شكل كامل»، معتبراً أنها «تحتاج
إلى شراكة وطنية حقيقية وتطمين المحافظات العراقية كافة والقوى السياسية
إلى أنها مشاركة في اتخاذ القرارات».
ودعا الحكيم القوى السياسية إلى طاولة مستديرة لتهدئة الأوضاع وحل
الملفات العالقة، تزامناً مع انسحاب القوات الأميركية نهاية الشهر الجاري.
وقال الحكيم خلال المؤتمر الصحافي إن «اجتماعنا مع رئيس مجلس النواب
أظهر أن الرؤى متقاربة» وأضاف: «تحدثنا عن الدعوة التي كنت وجهتها إلى قوى
سياسية لعقد اجتماع لمناقشة الأوضاع السياسية وحل الملفات العالقة تزامناً
مع انسحاب القوات الأميركية».
وزاد: «بحثت مع النجيفي أيضاً في الأوضاع والتحولات الإقليمية وكيفية
مساهمة العراق في مساعدة الأشقاء لإنجاح مشاريعهم، بما يعزز الاستقرار
والرفاه والعيش الكريم لمواطنيهم».
وشدد على «ضرورة أن يعتمد العراقيون على أنفسهم في مجمل المسارات، وهذا يتطلب المزيد من الحكمة ومناقشة الملفات العالقة».
وواصل رئيس الجمهورية جلال طالباني تحضيره لعقد اجتماع موسع يضم قادة
الكتل السياسية للبحث في الخلافات المستحكمة بالتزامن مع خروج القوات
الأميركية من البلاد نهاية الشهر الجاري.
وقال الناطق باسم كتلة «التحالف الكردستاني» مؤيد طيب إن «طالباني يواصل
اتصالاته لعقد اجتماع جديد لقادة وممثلي القوى السياسية الرئيسية للبحث في
الخلافات القائمة والتحضير لمرحلة ما بعد الانسحاب».
وأضاف طيب في تصريح إلى «الحياة» أن «موعد الاجتماع قد يكون خلال
الأسبوعين المقبلين وقبل موعد الانسحاب». وأوضح أن «الاجتماع سيركز على
ضرورة التكاتف في الجوانب الأمنية والسياسية».
إلى ذلك، حمل التحالف الوطني القوى السياسية مسؤولية الحفاظ على
«المشروع الوطني». وأكد ضرورة الإسراع بالمصادقة على موازنة عام 2012.
وجاء في بيان لزعيم كتلة «التحالف الوطني» إبراهيم الجعفري إن «التحالف
عقد، مساء (أول من) أمس اجتماعاً مع ممثلي مكوناته»، وأوضح أن «التحالف حمل
جميع القوى السياسية مسؤولية الحفاظ على المشروع الوطني العراقي بعد
النقلة النوعية المتمثلة بانسحاب القوات الأجنبية من الأراضي العراقية بما
يحقق الآمال والطموحات المشروعة للشعب العراقي».
وأضاف البيان أن «المجتمعين أكدوا أن زيارة رئيس الوزراء والوفد المرافق
إلى الولايات المتحدة تأتي في إطار تعزيز منجز انسحاب القوات الأجنبية من
العراق، واستكمال سيادة الشعب العراقي، وطالبوا بمناقشة موازنة عام 2012
بصورة مهنية ومتخصصة»، وشدد على «ضرورة الإسراع بالمصادقة عليها بما يساهم
في تحقيق المصالح العليا».
