بنت الجولان Admin
عدد المساهمات : 178 تاريخ التسجيل : 25/05/2011 العمر : 34
| موضوع: الأهرام .. ورائف.. والإخوان الخميس يوليو 21, 2011 11:23 pm | |
|
أن تفتح جريدة الأهرام كل هذه المساحة في عددها الصادر بتاريخ 19 سبتمبر 2009م لأحمد رائف للهجوم على الإخوان فهذا أمر يضعه المراقب في خانة تصفية الحسابات ، وعلى انه رسالة إعلامية قصد منها تشكيل الرأي العام ضد جماعة الإخوان المسلمين في مصر وخارجها، خاصة إذا كان الكلام صادرا من احد من كان ينتمي للجماعة في يوم من الأيام . والحقيقة أن الأهرام خسر أكثر من رائف بسبب نشر هذه الرسالة لأسباب عديدة .
لدد في الخصومة
كثير ممن تابعوا كلام الرجل شعروا فيه بعدم المروءة ، واللدد في الخصومة ، وكأنه تصفية حسابات شخصية ( خاصة مع شخص المرشد السيد مهدي عاكف ) . وهذا ما حاولت جريدة الأهرام استغلاله للنيل من جماعة الإخوان المسلمين . والحقيقة أن هذا الأسلوب لا يتناسب مع ثقل جريدة كجريدة الأهرام كواحدة من كبرى الصحف في العالم ، وما لا يتماشى مع الحرفية الإعلامية المفترضة من جريدة بهذا الحجم .
مبادرة
خسر السيد رائف وصغر في عيوننا عندما تقدم بمبادرته الشخصية – على حد قوله – والتي طالب فيها الجماعة بضرورة أن تتخلي عن اسم " الإخوان المسلمين " والبحث عن أي اسم آخر ، وأن تمتنع الجماعة عن دخول الانتخابات بجميع أشكالها لمدة10 سنوات، أن يتفرغ الإخوان للعمل الدعوي فقط مقابل أن يتم الصلح بين الطرفين وتعترف الدولة بالإخوان .
ثوابت
مثل هذا الكلام يستحيل حدوثه إذ من المعروف في أدبيات الجماعة أن اسم "الإخوان المسلمين" من الثوابت التي تعتز بها، ولا يمكن لها أن تفكر في التخلي عنه أو التفريط فيه لأسباب تراها الجماعة وجيهة من وجهة نظرها ( راجع كتاب الثوابت والمتغيرات). كما أننا لم نر يوما جهة محترمة ، أو حزب ، أو هيئة، أو جماعة، أو حتى محل أو بقالة غيرت اسمها بسبب مضايقات ، أو صراع، أو ضغوط سياسية أو غير سياسية .ثم ما هو موقف الجماعة في نظر محبيها ، ومؤيديها ، وأعضائها ، بل والرأي العام الداخلي والخارجي - إذا ما هي أقدمت على مثل هذه التنازلات ؟
لصالح من ؟
ثم انه لصالح من أن تمتنع الجماعة عن دخول الانتخابات بجميع أشكالها لمدة10 سنوات؟ لصالح من أن تترك الساحة خالية لعشر سنوات أخرى أمام حزب لم يقدم طيلة 30 سنة إلا ما أنا وأنت فيه الآن من نكبات ؟ لصالح من أن نحرم المواطن المصري من كوادر وعقليات تزخر بها - ليس جماعة الإخوان المسلمين وحدها- بل والجماعة الوطنية المصرية بكافة أطيافها، مما يمكن هؤلاء جميعا أن يقدموا ما يرتقي بهذا الوطن، وينتشله من نكباته ؟
رهان
خسر الرجل عندما أصر على أنه من يملك الرأي السديد ، وان رأيه هو الصواب بعينه وأن رأي الجماعة و مكتب الإرشاد هو الخطأ بعينه إذ قال: هذا العرض- يقصد المبادرة – " لن يتكرر" ! وهو بلا شك هو "في مصلحة الجماعة وليس الحكومة " !، وقال : "الغريب أنه لم يشعر أحد من قيادات الجماعة بأهمية هذا الكلام" ! وعلق قائلا : "أحب أن أوضح لك أن الجماعة ليس لديها حنكة سياسية"! وليس لديهم استشاري سياسي يفيدهم في مثل هذه الأمور فهي كانت فرصة سانحة للجماعة لم تستفد منها" ! وذاد حينما وصف إخوان الداخل بأنهم "ليس لديهم وجهة نظر واضحة وإنهم بعيدون عن صناعة القرار وأنهم ناس غلابة" !
رهان
لقد أشعرنا الرجل انه يتكلم عن مجموعة من الصبيان يلعبون الكرة الشراب في جرن أصغر نجع من نجوع الصعيد الجواني . والحقيقة أن مثل هذه التصريحات فيها امتهان لعقليتنا نحن قراء الأهرام. فثقل الجماعة وقدرتها وخبرتها معلومة للقاصي والداني ، غير أن السيد رائف يبدو أنه راهن على غباء القاري لا على ذكائه .
تذكرة
خسرت الأهرام عندما هذا الكلام بأنه "قنبلة من العيار الثقيل يفجرها الكاتب والمؤرخ الإسلامي أحمد رائف" ! هكذا .. فجأة .. اليوم أصبح الرجل مورخا إسلاميا تنتقل جريدة الأهرام- بجلالة قدرها - إليه في منزله لتجري معه هذا الحوار، ولما لا طالما انه يصب في خانة إشهار سيف جديد من سيوف الدولة المختلفة في وجه الجماعة والنيل منها . ولكن ما يجب أن نذكر به بعضنا البعض من حين لحين ، وما يجب أن يعلمه كل حملة السيوف (سواء كانت سيوفا مادية أو معنوية) أننا لم نر عبر التاريخ سيفا أثر في سلوك فرد ، ولا غير في طباع امة ، ولا زحزح جماعة عن أرائها.
دعوة
إنني أدعو جريدة الأهرام (القومية!) بدلا من تحقيق مكاسب سياسية للحزب الوطني عن طريق شرشحة الإخوان أن تجتهد في الدعوة للحزب ، ومبادئ الحزب ، وأفكار الحزب ، ورموز الحزب ، وانجازات الحزب . وأن تبتعد عن الإخوان ، فكل رسالة إعلامية في وسيلة إعلام حكومية قصد منها تعبئة الرأي العام ضد جماعة الإخوان المسلمين أتت بنتائج عكسية لو انفق الإخوان عليها الملايين ما حصلوا هذه المكاسب ، واسألوا الناس عن الأثر الذي أحدثه برنامج حالة حوار الذي أذيع عشية انتخابات التشريعية 2005م .
بعيد ا عن تصفية الحسابات
الأهرام جريدة عريقة، وقورة ، ومحترمة . وقارئها أكثر وقارا واحتراما . ومن يخاطب قارئا بهذا المستوى لابد أن يحترم عقليته بعيدا عن الفرقعات، والخبطات ، وتصفية الحسابات .
طارق حسن السقا
| |
|