بنت الجولان Admin
عدد المساهمات : 178 تاريخ التسجيل : 25/05/2011 العمر : 34
| موضوع: ما بعد فوز مصر بالكأس الإفريقية الخميس يوليو 21, 2011 11:13 pm | |
| ما بعد فوز مصر بالكأس الإفريقية
|
| طارق حسن السقا
|
| < tr>كسب المنتخب المصري بطولة إفريقيا للمرة الثالثة على التوالي في أنجولا2010م, وجاء ذلك الفوز نتيجة لتوافر عدد من العوامل والمقومات التي استطاع المدرب حسن شحاتة وجهازه الفني زرعها في نفوس كتيبة لاعبي الفريق المصري. وبهذه المناسبة أتمنى أن ينجح من هم خارج الدائرة الرياضة في تحليل هذا الحدث, و رصد مقومات النجاح فيه, وتحليل المرود الايجابي منه من أجل استثمار نتائج الحدث, ونقلها إلى بقية المجالات الحياتية الأخرى علها تكون فاتحة خير لمصرنا الحبيبة في مرحلة ما بعد أنجولا 2010م . أولى هذه العوامل والتي ساهمت في تميز الفريق المصري وتألقه في هذه البطولة - والبطولة السابقة - هي أن الفريق لعب بثقافة وروح الفريق Team Work " " , فلم يكن هناك اعتماد على أفراد, ولم يكن هناك ذوبان في بريق النجم الأوحد, ولم يكن هناك رغبة في صناعة أمجاد شخصية على حساب المجد القومي, ولم نر "روح الأنا " سائدة بين أفراد الفريق القومي وجهازه الفني, بل كانت " ثقافة نحن "هي الثقافة السائدة. والحقيقة أن هذه الروح وهذه الثقافة هي ما يجب أن نسعى لاستثمارها في مرحلة ما بعد أنجولا 2010م . لقد كانت هذه الثقافة هي أحد أبرز مزايا المنتخب المصري خلال هذه البطولة وكذا البطولة السابقة. والحقيقة إننا نأمل ونتمنى أن تشيع هذه الثقافة وتنتقل إلى بقية ميادين الحياة الأخرى, فلن تستعيد مصر مكانتها إلا بالقضاء على جرثومة الفردية التي اكتوينا بنيرها عقوداً طويلة في شتى مجالات الحياة, ثم بتضافر جهود جميع أبنائها, ومن ثم الاستفادة من مواهب وقدرات كل أبنائها على اختلاف توجهاتهم وميولهم . ودعونا نعترف بأننا في مصر لن ننهض من كبوتنا إلا إذا تخلينا عن "ثقافة الاعتماد على الأشخاص" وانتقلنا إلى " ثقافة المؤسسات " في إدارة كل شئون حياتنا. وفي هذه المناسبة دعونا نذكر بما دعا إليه العالم المصري أحمد زويل عقب فوزه بجائزة نوبل في الكيمياء سنة 1999م حين نادى بضرورة أن تشيع في بلادنا ثقافة " روح الفريق " من أجل مزيد من النجاحات وعلاج الكثير من الجراحات التي لم تندمل منذ عقود في مجتمعاتنا. ولكننا وللأسف لم نستثمر حدث فوز الدكتور زويل بجائزة نوبل, ولم نستثمر اقتراحاته وظلت مؤسسات الدولة من أعلاها إلى أدناها تعاني من محدودية الانجاز, وتشتيت الجهود, وتعاظم الخسائر بسبب غياب ثقافة روح الفريق. العامل الثاني الذي ميز الفريق المصري- والذي أتمني أن نستفيد منه - هو أنه وبالرغم من براعة ومهارة وقدرات الكثيرين من أفراد الفريق القومي لاعبين, وإداريين, وفنيين, إلا أننا لاحظنا حالة من عدم اعتماد هؤلاء الموهوبين على تلك المواهب والقدرات فقط , ولكن كان ديدن كل أعضاء الفريق القومي وجهازه الفني هو الحرص الدائم على استجلاب معية الله سبحانه وتعالى بالدعاء والسجود, والاجتهاد في العبادات, والتقرب إلى الله, ورد الفضل إلى الله سبحانه وتعالى . ومازلت اذكر صورة اللاعب أحمد فتحي بعد الهدف الأول الذي سجله في مرمى ساحل العاج (غانا 2008 م) وهو يحث زملائه الذي هجموا عليه ليهنئوه, ويقبلوه, ويشكروه على هذا الهدف, وعلى هذا المجهود فإذا به يقول لهم: ( اسجدوا اسجدوا اسجدوا ) , أي اشكروا الله أولاً فالفضل لله قبل كل شيء. ومازالت كلمات حسن شحاتة في مباراة الكاميرون ( أنجولا 2010م ) ترن في آذان ملايين المشاهدين وهو يلجأ في وقت الشدة إلى ربه, فلقد سمعناه وهو يبتهل ويتبتل ويناجي ربه و يقول : يا رب .... يا حبيبي يا رسول الله , وكأن لسان حال فتحي من قبل, وشحاتة اليوم يقول لنا : إن الفضل لله أولاً قبل المهارات والقدرات والمواهب. و الحقيقة التي يجب أن نذكر بها هنا هي أن المواهب والقدرات مع القوة والمهارات إضافة إلي الذكاء والخبرات أمور لا غنى عنها في حياة اللاعبين, والفنانين, والسياسيين, والاقتصاديين, والعسكريين, كما وأنها أمور لا غنى عنها لكل من يبحث عن التميز, أو التفوق, أو الفوز في أي من مجالات الحياة . ولكن ما يجب أن نجيده, ونتقنه, ونتحلى به عند النزول إلى معترك الحياة والعمل هو عدم الاعتماد على مواهبنا ولا على قدراتنا اعتماداً كلياً, كما و يجب ألا نركن إليها مهما تعاظمت أو تكاملت عندنا, بل يجب أن نتعلم كيف نمزج هذه المهارات وهذه القدرات وهذه المواهب بمعية الله الواهب . ومن هنا فعلي كل من يبحث عن التميز والتفوق أن يتقن فن استجلاب معية الله له في كل أعماله سواءَ كان العمل رياضيا, أو سياسيا, أو اقتصاديا, أو عسكرياً ... الخ . و على كل من أراد الكسب, أو السبق, أو الفوز, أو النصر أن يتعلم كيف يستجلب تلك المعية الإلهية له في كل أعماله, صغرت تلك الإعمال أو كبرت. فلا حول, ولا طول, ولا نصر, ولا كسب, ولا نجاح, ولا فلاح إلا بالله العلي العظيم. وهذا ما رأيناه جلياً في المنتخب المصري أو منتخب الساجدين.إن الأمل يحدونا أن تنتقل تلك الروح وتلك الثقافات إلي بقية مجالات حياتنا الأخرى سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو علمية أو أدبية, ولا نداوم على بعثرة انجازاتنا الانجاز تلو الآخر.
| |
|